من يوقف الجدل عبر التواصل الاجتماعي حول من هم مع الجيش اللبناني ومناقبيته، والذين يشككون في بياناته ويطالبون بتحقيقات شفافة لمعرفة كيف مات أربعة معتقلين سوريين خلال المداهمات لمخيمات النازحين السوريين في جرود عرسال؟.
يؤكد مصدر وزاري رفيع ان نتائج التحقيقات التي يجريها القضاء العسكري كفيلة بوضع حدّ لهذه المهزلة وأبطالها الذين يصح فيهم قول السيّد المسيح وهو على الصليب "اغفر لهم يا أبتاه انه لا يدرون ماذا يفعلون".
وقال هذا المصدر انه في الآونة الاخيرة عاصرنا حالات اقدم عليها لبنانيون أدت الى قتل بعضهم البعض بالرصاص بسبب خلاف على أفضلية المرور او على سجال حاد، مشيرا الى أن تفاصيل ما حدث في عرسال هو ان الجنود الذين كانوا في قلب المعركة حرصوا على عدم سقوط ضحايا مدنيين مهما كانت الظروف وضبط النفس، وعدم التصرف بمنطق الثأر او ردة فعل، وهذا ما حصل بالفعل باستثناء تفجير احد الإرهابيين حزامه الناسف ممّا أدى الى مقتل طفلته التي كان يحتجزها كرهينة .
وأضاف المصدر انه اذا كان البعض يجهل طبيعة المعارك العسكرية، والمواجهات، خاصة مع التنظيمات الارهابية المتطرفة التي قتلت وأحرقت الناس وهم احياء، ويقدم على تصرفات بغية التشكيك في مناقبية الجيش اللبناني، وقبل ان يعرف الحقيقة والالتفاف حولها عبر أساليب ثبت إنها غير قانونية، فإنه ومن دون أدنى شك يحمل ضغينة غير مبررة ضد الجيش اللبناني ولبنان واللبنانيين .
ولفتت المصادر الى انه اذا كان يزعجهم منظر الإرهابيين الممدّدين على الارض وقد نزعت عنهم قمصانهم، الا يزعجهم أيضًا منظر الجنود الذين فقدوا نظرهم، وأصيبوا بجروح بليغة من جراء تعرضهم لنيران هؤلاء؟.
واكدت المصادر انه لا يوجد جيش او مؤسسة امنيةً في جميع دول العالم تتعاطى مع الإرهابيين بنفس الأسلوب الذي يتعاطى معهم الجيش اللبناني، ابتداء من معتقلات غوانتانامو مرورا بالعواصم الأوروبية وصولا الى عالمنا العربي .
ولفتت المصادر نفسها الى انه اذا كان وراء الذين يتّهمون الجيش اللبناني انطلاقا من خلفيات سياسية، فإن تحقيق أهدافهم هذه يجب ان تكون في الحقل السياسي وليس في المجالات الأمنية .
ورأت المصادر انه إذا سمحت لهم القوانين اللبنانيّة بالتعبير عن ارائهم والمطالبة بايجاد فرص عمل لهؤلاء إنّما لا يمكن القبول بتوطينهم او الى ما هنالك من امور تسعى بعض المنظمات الدولية لتحقيقها لهم على حساب لبنان واللبنانيين .
ولاحظت المصادر ان بعض الأصوات السياسية النشاز تلاقت الى حدٍّ ما مع منطق وأسلوب الذين شككوا بالجيش وتحقيقاته، ولكنها فقدت الجرأة في قول ما قاله هؤلاء، وان الرد عليهم سيكون حازما وجازما وفي القريب العاجل عندما يصدر القضاء العسكري تفاصيل ما حصل والطريقة التي توفي فيها هؤلاء، تمهيدا لاغلاق ملفّ مشبوه فتحوه لضرب مصداقية القوات المسلحة.
وقالت المصادر انّ الجواب الشافي على كل المشككين جاء من رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أكد "الدعم السياسي للجيش اللبناني غير المشروط، والمؤسسة العسكرية لا تشوبها أي شبهات، وهناك أشخاص يحاولون الاصطياد بالمياه العكر، وتجّهت المصادر لهؤلاء بالقول "خيطوا بغير هالمسلة".
واستنتجت المصادر ان الذين بدأوا حملتهم على الجيش اللبناني راهنوا على موقف مساير لهم من قبل رئيس الحكومة، ولكن بالتأكيد خاب ظنهم وعليهم ان الكف عن هذا "الهراء".